الصفحات

الخميس، 8 نوفمبر 2012

صالح بنعلي الشويمان مندوب الدعوة والإرشاد جماعة التبليغ في باكستان

تقرير المؤتمر السنوي جماعة التبليغ في باكستان صالح بنعلي الشويمان مندوب الدعوة والإرشاد

بسم الله الرحمن الرحيم سماحة الوالد الكريم الشيخ عبد العزيز بنعبد الله بن باز (الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد)حفظه الله من كل سوء ووفقه وسدد خطاه, آمين . سلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أمابعد: فقد بدأت اجازتي في 1/3/1407هـ وسافرت إلى باكستان في 3/3/1407هـ مع مجموعة من العلماء وطلاب العلم من مختلف الجامعات، من الجامعة الإسلامية, وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, وجامعة الملك سعود وغيرها، فشاهدنا العجب العجاب، فبعدوصولنا مطار لاهور استقبلنا جماعة من الشباب الصالحين الذين يشرق نور العلموالإيمان من لحاهم ووجوههم, واتجهنا إلى مسجد المطار فأدينا فيه السنة ثم جلسنا حولبعضنا ونحن من بلاد مختلفة، فقام واحد منهم يتكلم بكلام عجيب يأخذ بمجامعالقلوب . ثم جائت السيارات ونقلتنا إلى مقر الاجتماع في رايوند, ذلك الاجتماعالجميل الذي تخشع بسببه القلوب وتذزف منه العيون وابل دموع الفزع والسرور والخوف من الله، يشبه اجتماع أهل الجنة، لا صخب, ولا نصب، ولا لغو, ولا فوضى, ولاكذب . نظيف جداً لا روائح ولا أوساخ، ومرتب ترتيب دقيق، فلا مرور ولا شرطة ولا نجدة ولا حراس، مع العلم أنه يفوق المليون . حياة طبيعية فطرية يحوطها ذكر الله، علم ومحاضرات ودروس وحلق ذكر ليلا ونهاراً، فوالله إنه اجتماع تحيى به القلوبوينصقل به الإيمان ويزداد, فما أروعه وما أجمله يعطيك صورة ناطقة عن حياةالصحابة والتابعين واتباعهم رضوان الله عليهم، جهد وعلم وذكر، كلام جميل، أفعال جميلة، حركات إسلامية رائعة، ووجوه مشرقة بنور الإيمان والعلم, فلا تسمع إلاكلام التوحيد والذكر، والتسبيح والتحميد، والتهليل والتكبير, وقراءة القرآن, والسلاموعليكم السلام ورحمة الله، وجزاكم الله خيراً, ولا ترى إلا ما يسرك ويبهج قلبك من إحياء سنن المصطفىطريـة تتمتع بهـا فـي كل لحظة، ما أجمله وما أحلاه من اجتماع إسلاميعظيم . وبالجملة تطبيق عملي لكتاب الله وسنة رسوله،فيا لها من حياة طيبةسعيدة، كم تمنيت من قلبي أن يكون هذا الاجتماع في ربوع المملكة العربية السعودية، لأنها جديرة بكل خير، ولأنها سبّاقة إلى كل خير منذ فجر عهد الملك عبد العزيز المشرقغفر الله له وقدّس روحه في جنات النعيم, وجمعنا وإياكم به في الفردوس الأعلى .
وأفراد هذا الاجتماع أشخاص من جميع جهات العالم على شكل واحد, وطبع واحد,وكلام واحد, وهدف واحد, وكأنهم أبناء رجل واحد, أو كأن الله سبحانه خلق قلباً واحداًفوزعه على هؤلاء، ليس لهم مطامع, ولا مآرب غير التمسك بأهداب الدين, وإصلاح شباب المسلمين, وهداية غير المسلمين إلى صراط الله الحميد، فكيف يجرؤ المرجفون على النيلمن هؤلاء الصالحين ؟ وقد قال فيهم الشيخ عبد المجيد الزنداني: "هؤلاء أهل السماء يمشون على الأرض". فأي قلب يجترئ على سبهم أو اتهامهم بما ليس فيهم, أنني أزعم أن هدف هذه الجماعة هو هدف حكومة المملكة العربية السعودية، وهو: إصلاح الناس في جميع العالم, ونشر الأمن والأمان في جميع المعمورة,... وإذا إنتهت المحاضرات بعد العشاء وسرحت طرفك يمنة ويسرة رأيتهموروداً علمية تتفكه فيها حيثما شئت, فأي حلقة تجلس فيها لا بد أن تخرج منهابفائدة، وإذا هدأت الرجل ونامت العين رأيتهم كالأعمدة يصلون قبل النوم،فإذاكان آخر الليل سمعتهم وكأنهم خلية نحل بكاء ونحيب وابتهال إلى الله, بأن يغفر اللهذنوبهم وذنوب المسلمين وأن ينجيهم الله وإخوانهم المسلمين من النار، وأن يهدي الناسجميعاً إلى إحياء سنة المصطفى، وقصار القول أنه اجتماع جدير بأن يحضره كل عالم طالب علم، بل وكلمسلم يخاف الله ويرجو الدار الآخرة, فجزى الله القائمين عليه خير الجزاء وثبتهم وأعانهم, ونفع بهم المسلمين, إنه سميع مجيب .
أما القائمون على الخدمة فكلهم من حفظه القرآن الكريم، فصاحب المطحنة يطحن باسم الله وبالتكبير والتسبيح، وصاحبالمعجنة يعجن باسم الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله، والخبازين يخبزون بإسمالله وبذكر الله والتسبيح والتحميد والتكبير أيضاً، وقد شاهدناهم وسمعناهم وهم لايشعرون, فسبحان من فتح بصائرهم ووفقهم لذكراه, ودلهم على الطريق الصحيح الذي يتمناهكل مسلم .
والحقيقة يا سماحة الشيخ أن كل من صحبهم لا بد أن يكون داعية إلى اللهبالتمرين وطول الصحبة، فيا ليتني عرفتهم منذ أن كنت طالباً في الجامعة لكنت اليومعلامة في الدعوة وسائر العلوم. وهذا ! والله ما أدين الله به، وسيسألني الجبارسبحانه عن ذلك, يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا يغني أحد عن أحد .
ويا ليت جميع الدعاة التابعين لرئاستكم المباركة يشتركون في هذا الاجتماع, ويخرجون مع هذه الجماعة, ليتعلموا الإخلاص, وأسلوب الدعوة، وأخلاق الصحابة والتابعين واتباعهم رضوان الله عليهم أجمعين.
وختاماً أسأل الله سبحانه أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأنيلهمنا رشدنا ويوفقنا للإخلاص والصواب, وأن يكفينا شرور أنفسنا والهوى والشيطان, وأنينصر دينه ويعلي كلمته, وأن يعز حكومتنا بالإسلام ويعز الإسلام بها, إنه ولي ذلكوالقادر عليه, وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه .
كتبه ابنكم صالح بنعلي الشويمان مندوب الدعوة والإرشاد بمنطقة عنيزة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق